رقم رخصة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني 224177235021812
الدورات التدريبية expand_more
close

خمس صفقات واعدة بين التقنية وإدارة إجراءات العمل

خمس مجالات تقنية واعدة مسانِدة لإدارة إجراءات العمل لـتمكين الانتقال إلى عصر الثورة الصناعية الرابعة

مقدمة

الطلب المتزايد المتسارع على التحسين المستمر في الشركات والمؤسسات، وضَعَ إدارة إجراءات العمل أمام مرحلة جديدة، تتسارع فيها الخطى مع تسارع الطلب، وتُسخَّر فيها التقنيات لدخول عصر الثورة الصناعية الرابعة.

هذا التسارع لم يعد استثناءً في سوق العمل، بل صار هو الوضع الطبيعي، فكيف ستواكب إدارة إجراءات العمل هذا «الوضع الطبيعي الجديد» الناتج عن تطوّر التقنيات المزلزِلة (Disruptive Technologies)، التي تطمس الخطوط الفاصلة بين المجالات المادية والرقمية والبيولوجية؟

ستتناول هذه الورقة المختصرة خمسة مجالات تقنية يمكن لإدارة إجراءات العمل الاستفادة منها للانتقال إلى عصر الثورة الصناعية الرابعة*.

 

*عصر الثورة الصناعية الرابعة هو عصر ما بعد الثورة الرقمية، وتُرسَم معالمه من خلال التقنيات الحديثة المتقدمة التي تعود بمنفعة عملية واقتصادية على البشرية. من أهم هذه التقنيات الذكاء الاصطناعي، وما يدعمه من علوم البيانات، وما ينتج عنه من تطبيقات مثل الرجال الآلي (روبوت) والسيارات آلية القيادة والطائرة دون طيار (درونز)، ومنها كذلك الحوسبة الكمومية، وتقنية بلوكتشين، وتقنيات النانو، وإنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والواقع الافتراضي، والواقع المعزّز، وغيرها.

 

① تطبيقات البرمجة الخفيفة (Low-Code Apps)

  • المنصات المبنية بتقنيات متقدمة مفيدة، ولكن تشغيلها وصيانتها ليست بالمهام السهلة، كما أنها لا تخلو من حاجتها للتعديل والتخصيص، وكل هذا له تكاليفه.
  • تطبيقات البرمجة الخفيفة (التي يمكن بناؤها بأقل قدر من كتابة الشفرات البرمجية) تمكّن مستشاري إدارة إجراءات العمل غير التقنيين من إدخال تعديلات برمجية على الإجراءات المؤتمتة، وحل مشكلاتها، دون الحاجة إلى خدمات تقنية معقدة ومكلفة.

 

② أدوات تحليل البيانات (Data Analytics)

  • البيانات هي العملة الجديدة لعصر التجارة الجديد.
  • تبني الشركات التقنية منصات برمجية تحلل البيانات، لتوفر تصوّرات تدعم عمليات اتخاذ القرار.
  • تستطيع أدوات تحليل بيانات إجراءات العمل الاستفادة من البيانات ومن تحليلاتها، لتساعد صنّاع القرار على فهم الماضي وتصوّر المستقبل، لاتخاذ قرارات أكثر نضجًا، تقود نحو النمو والتميّز.

 

③ الذكاء الاصطناعي (AI)

  • يشهد الذكاء الاصطناعي تطورًا كبيرًا يضع إدارة إجراءات العمل أمام فرص ذهبية.
  • خاصية التعلم الآلي تمكّن أنظمة الذكاء الاصطناعي من التحسين التلقائي للإجراءات المؤتمتة وفق ما تقتضيه المصلحة. وهي قادرة على تحديد المصلحة من خلال استقراء البيانات وتحليلها.
  • يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي كذلك تصميم شاشات محسّنة لمستخدمي الإجراءات المؤتمتة.

 

④ الأتمتة الروبوتية للإجراءات (RPA)

  • الأتمتة الروبوتية للإجراءات قادرة على إلغاء الإجراءات اليدوية إذا كانت مبنيةً على قواعد واضحة.على سبيل المثال: يستطيع الروبوت أن يقوم بــ
    • قراءة رسالة بريد إلكتروني فيها طلب بضاعة معينة.
    • وتحليل الملف المرفق (إذا كانت هيكلة بياناته صحيحة).
    • وإدخال البيانات وتمريرها على خطوات المعالجة وفق الإجراء المتبع.
    • ثم إنشاء فاتورة إلكترونية.
    • وإرسال الفاتورة مع التفاصيل لصاحب الطلب في رسالة بريد إلكتروني ترد على الرسالة الأولى.

    صار بإمكانك أن تتخيل كيف ستنتقل إدارة إجراءات العمل نقلة نوعية بالاستفادة من هذه التقنية، وكيف يمكن أن يكون تأثيرها على إجراءات الموارد البشرية وتقنية المعلومات والعناية بالعملاء وغيرها.

 

⑤ منصات التعاون الموحدة (Unified Collaboration Platforms)

  • توفر منصات التعاون الموحدة خصائص مشاركة الملفات والمعلومات بين الموظفين في الإدارات المختلفة، فهي تدعم بذلك مفهوم «الإجراءات العابرة للهيكل التنظيمي».
  • توفر هذه المنصات كذلك خصائص الموافقة والرفض والتعليق، ومتابعة سير المعاملة حتى انتهاء الإجراء، وإسناد المهام ومتابعتها، وتوفر عشرات الخصائص الأخرى بحسب كل نوع.
  • لا تحتاج هذه المنصات إلى مبرمج متخصص، بل يمكن تدريب أحد الموظفين على كيفية إنشاء الإجراءات (مسار العمل) بسهولة ودون تعقيد.
  • هذه المنصات ليست تقنية حديثة، فهي منتشرة اليوم في المؤسسات، لكنها واعدة لإدارة إجراءات العمل وداعمة وميسّرة لها.

 

من خلال هذه المجالات التقنية، يُتوقع أن تستطيع إدارة إجراءات العمل تلبية احتياجات السوق المتزايدة، ودعم النمو والتحسين المستمر لمؤسسات القطاعات المختلفة (الحكومي والخاص وغير الربحي)، وأن تبني هُويتها الجديدة، لتضع بصمتها في عصر الثورة الصناعية الرابعة.